الاثنين، 11 يوليو 2011

كلمة فى الليبرالية

كلمة فى الليبرالية

الليبرالية هى هذه الكلمة التى باتت تحتل الصدارة فى كل مشهد حوارى سياسى او ثقافى حتى وصلت الى مستوى الحوارات الشعبية
تلك الكلمة الغامضة المعنى والتعريف مثلها فى ذلك كامها او اختها العلمانية التى تحتويها الليبرالية او تحويها العلمانية
فكلاسيكيا كل ليبرالى هو علمانى وليس كل علمانى هو ليبرالى

دعون ابدا اولا بماهية الليبرالية وكم التناقضات التى ستجدها لكى تصل الى تعريف صحيح لهذه الكلمة التى اصبحت تدل على الاشياء وعكسها

فالليبرالية تلك الكلمة التى تترجم حرفيا من لغتها الاصلية بمعنى التحرر
لم يقل لنا احد، تحرر من ماذا بالضبط ؟
لكن عند طرحك هذا السؤال على اول ليبرالى مصرى تقابله قد تكون اجاباته الفورية ان الليبرالية هى التحرر من الديكتاتورية وحكم الفرد والظلم والاستبداد سعيا للوصول للحرية والديموقراطية


ورد الليبرالى المصرى بانها تسعى للحرية والديموقراطية فهو اول التناقضات فنحن بالتاكيد نتفق على ان الديموقراطية ليست هى الحرية، وان كانت الديموقراطية تحتوى على بعض من الحرية
فان الديموقراطية تقول وتعمل على تهميش الاقلية تماما لصالح الاغلبية ،وبالتالى فقد ضربت حرية الاقلية فى مقتل بفضل الديموقراطية
وليس هذا من عبثى انا وانما هو قول من اقوال الليبرالية التى تقول عن نفسها انها اتت لتحمى حق الاقلية فى الحرية من تغول الاغلبية عليها بسبب الديموقراطية
اذن فان الليبرالية فى احد نواحيها ضد الديموقراطية كما نرى او هى المحجم للديموقراطية
لكننا نعود ونتفق بان العيب هنا يعود للديموقراطية وليس لليبرالية ، الديموقراطية هى شرير الفيلم فى الجزئية دى

لكن نعود مرة اخرى لليبرالية نفسها ، والى من يدعون بان الليبرالية تحرر من الديكتاتورية وحكم الفرد نسوق اليهم قول الليبرالية نفسها
فان الليبرالية تقول انه اذا كان هناك فرد يمسك بالسلطة كلها بيده وحده وغير منتخب من شعبه وهذا السابق هو التعريف الرسمى لكلمة ديكتاتور ، فان الليبرالية تقول له ايها الديكتاتور ما دمت تسمح وتحترم حريات الشعب فى غير الحكم فانت ليبرالى فيما يسمى بالاتوقراطية الليبرالية

اذن اصبحت الليبرالية ليست عدوة للديكتارتورية بل تستطيع التعايش معها طالما الديكتاتور يسمح ويحترم حريات الشعب فى غير الحكم ، مثل حرية الاعتقاد والالحاد والشذوذ بانواعه

بل لقد وصلت اليبرالية بان تكون هنا ضد الديموقراطية بالكامل
ومن هنا نقول لليبرالى المصرى لقد سخرت من نفسك ومنا عندما قلت بان الليبرالية تحارب الديكتاتورية وحكم الفرد والظلم السياسى والقهر الحكومى وان الليبرالية تسعى الى الحرية والديموقراطية

لكن هنا لن يرضخ للحق والعقل الليبرالى المصرى، فمن التجربة سيكون الرد الاول بان الليبرالية ليست ما سبق الا فى جزء واحد
وان الليبرالية هى : التحرر من القيود السياسية والاقتصادية والثقافية
وان كانت تسمح بديكتاتور ليببرالى فذلك لبقائه بمقارنة حسابية بسيطة داخل الاطار الليبرالى العام حيث تجاوز سياسيا والتزم اقتصاديا وثقافيا بمعنى انه متوافق مع الليبرالية فى اتنين ومعارض لها فى واحدة فقط وهى الناحية السياسية فيظل ليبرالى بالمنطق والعقل

وهنا يجب ان يتذكر الليبرالى المصرى الذى يبشر بالرسمالية التامة فى انها قتلت نفسها بايديها عندما تدخلت امريكا فى الازمة العالمية الاخيرة كمؤثر ومحرك وموجه لحركة السوق

بل ان الليبرالية نفسها ومن جهة اخرى تسمح بتدخلات الدول فى السياسة السوقية والاقتصادية حيث انه اذا كان اقتصاد الدولة ابعد عن الرسمالية التامة واقرب للاشتراكية فى بعض نواحيه فانه يظل هذا نوع من الليبرالية التى تسمى الليبرالية الاجتماعية او الليبرالية الاشتراكية او اعظم اسماها الليبرالية الاصلاحية
وهى تعرف بانها تلك الليبرالية التى خرجت من رحم الليبرالية الكلاسيكية واصبحت اقرب للاشتراكية
ونلاحظ هنا الاصرار الشديد فى تسمية هذا النوع بالليبرالية الاشتراكية وتمييزه بشده عن الديموقراطية الاشتراكية
حيث تحركت الديموقراطية الاشتراكية يمينا فى اتجاه الراسمالية مبتعدة عن اصلها المتمثل فى الاشتراكية الثورية (هذا اذا اعتبرنا الاشتراكية الثورية والشيوعية اقصى اليسار والراسمالية والليبرالية الكلاسيكية اقصى اليمين)

اما الليبرالية الاشتراكية فتحركت من اقصى اليمين فى اتجاه اليسار مبتعدة عن الراسمالية الكلاسيكية ومقتربة من الاشتراكية

اذن فان الليبرالية تسمح بهذا التعدى على حرية السوق والسماح ببعض الاشتراكية والتوجيه لحرية السوق وتظل الامور ليبرالية ولا غضاضة

اذن اذا كان هناك ديكتاتورا ولا يمارس حرية السوق التامة فانه يظل يدعى ليبراليا طبقا لتعريفات واصول الليبرالية ما دام يسمح بالتحرر من الدين والاخلاق ولا يمانع فى الالحاد والشذوذ وهذا هو التحرر الثقافى الوحيد الباقى من اصل تحررين اتى عليهما هما التحرر السياسى والاقتصادى

ومن كل هذا فان الليبرالية كما راينا
سمحت بعدم التحرر السياسى وظلت ليبرالية
وسمحت بعدم التحرر الاقتصادى وظلت ليبرالية

كل هذا طالما كنت متحرر ثقافيا
اما اذا انقلبت الاية وتحررت سياسيا واقتصاديا
ولكن لم تتحرر ثقافيا فانت غير ليبرالى للاسف

وتبقى ملاحظة فى هذا الجانب الثقافى والدينى ، وهى ملاحظة شدسدة الغرابة وشديدة الوضوح

عندما ارادوا ان يقتربو سياسيا من الديكتاتورية تحركوا بالليبرالية تجاه الديكتاتورية ولا غضاضة

وعندما ارادوا ان يقتربو من الاشتراكية اقتصاديا تحركوا بالليبرالية تجاه الاشتراكية ولا غضاضة وتذكر انهم فصلوا تحرك الاشتراكية نحوهم عن تحركهم ناحية الاشتراكية فتحركهم ليبرالى اجتماعى واصلاحى وتحرك الاشتراكية نحوهم هو ديموقراطى اشتراكى

اما دينيا وثقافيا فعندما ارادوا ان يوهمو بالاقتراب دينيا لم يتحركوا بالليبرالية تجاه الديانات والثقافات والاخلاق
بل حركوا الديانات نفسها تجاه الليبرالية وظلت الليبرالية مكانها واصبح هناك (على زعمهم ) ليبرالية اسلامية وليبرالية مسيحية وليبرالية يهودية وليبرالية الحادية

هذا التشتت وعدم الوضوح لفضيا ومنهجيا هو نفسه حال العلمانية
واقرب وصف حقيقى للعلمانية هو وصف الليبرالية نفسها الذى امنت به
انها التحرر الى الفوضى
انها التحرر الى الذات
انها التحرر دينيا واخلاقيا و ثقافيا وفقط

وعجبى ،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق