الخميس، 12 نوفمبر 2009

الشعب اولا ثم يختار جمعية وطنية

الهبت مبادرة الاستاذ هيكل الحديث عن ما بعد مبارك فيما يشبه الاحلام فى العقول

واشتعل الجدل والنقاش حولها

فهناك من يجدها طوق نجاه يرمى به لمبارك يخرج به امنا من السلطة مقابل تسليم البلد لمن يديرونها لفترة انتقالية ترسخ وتهيئ لمرحله جديدة بعيدا عن كابوس التوريث البادى بالافق

وهناك من يرى عوار اختيار الاسماء التى تدير البلد خلال الفترة الانتقالية حيث اختار هيكل رشيد لرئاسة الوزراء وبطرس غالى نائب له ، فمن سيدير البلد هم من مجموعة الفاسدين الحالين واقطاب النظام
فضلا عن اختيار هيكل بقاء مبارك على راس السلطة الانتقالية رئيسا رمزيا للبلد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لا اعتقد ان مبارك وصلت به الشيخوخة لهذه الدرجة من الجنون ، ان يقبل ان يعترف علنا بفساد وخراب البلد طوال فترة حكمه ورد كل ما يزعم من انجازات لا يراها الا هو ومنافقيه

فمعنى قبول مبارك المبادرة _هذا ان التفت اليها من الاساس او القى لها بالا_ هو الاعتراف بالفشل والفساد
وانه يقوم الان بالتوبة والتطهير ومحاولة الاصلاح الحقيقى والتى لن يكون دوره به الا رئيس رمزى فقط لا غير

هذ من جهه الرئيس اما باقى منظومة الفشل والفساد من المنتفعين والمرتشين والمنافقين والمستفدين
وكلهم وثق النظام صلتهم به وصلته بهم حتى اصبحا كيانا واحد
هؤلاء المفروض ان نتخيل انهم سينزلون على رغبة الرئيس وسيسلمون ويستسلمون بسهولة
وانهم سيكونوا عرضة الاتهامات و المحاكمات وبالتاكيد الحبس والسجن ومصادرة الاملاك
فبالتاكيد ايضا لا يقدم الاستاذ هيكل اعفاء شامل للجميع
ويصبح من سرق يعيش بعدها بالبلد الجديدة او خارجها ينعم بما نهب من قوت الغلابة والفقراء

ومن جهه اخرى هل تقبل امريكا واسرائيل وكل اصحاب المصالح بالمنطقة ان تتم اعادة هيكلة البلد من جديد وبمباركة حليفهم مبارك ونظامه ، لا اعتقد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اما اكثر ما يغيظ فى المبادرة التى قدمها الاستاذ هيكل انها لا زالت تستخدم اسلوب الوصاية المفروضة على الشعب

فالاستاذ هيكل اختار الرئيس الرمز
ورئيس الوزراء ونائبه
وكذلك اختاربعض اسماء ما سماه مجلس امناء الدولة والدستور ( يبدوا ان الاستاذ تذكر رشاد مهنا ومجلس الوصاية على العرش سايقا فاراد مجلس امناء هذه المرة ) الذى لا يزيد عن 15 عضو

مبادرة غرضها الاصلاح اول ما بدات به هو وصاية على الشعب ولا حول ولا قوة الا بالله

اذا لم يكن للشعب الدور الاول وبدانا والشعب متلقى فقط فسيظل متلقى ابد الابدين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ما دام الامر فى طور الاحلام حتى هذه اللحظة او هو خلف غيامة الغيب
فمبارك لن يقبل ابدا بما يقول الاستاذ هيكل
فليس له غير الاتى :
1- ان يترشح الرئيس لفترة رئاسية جديدة ( وهذا تقل فرضيته كل يوم عن سابقه)
2- ان نورث كراهية الى جمال مبارك ( وهذا يتزايد ترجيحه كل يوم عن سابقه)
3- الا يترشح الرئيس والا يورثنا لابنه ويشرف على انتخابات نزيهه
(وهذا فى الاحلام ان شاء الله )
ـــــــــــ
اذن فالمؤكد الوحيد الان ان اى سيناريو سيتم اعتماده ستكون الانتخابات سلاحه ومكتسب شرعيته

فأين بمرشح تتوافق على شخصه المعارضة واطياف الشعب وتسوغ هى برنامجه
ويكون
برنامجه فترة انتقالية مدتها سنتان يقوم فيها بالدعوة لانتخابات جمعية وطنية
تكون مهمتها اعادة صياغة النظام السياسى والاقتصادى والامنى
من خلال قيام تلك الجمعية الوطنية المنتخبة من الشعب مباشرة بتشكيل لجنة لصياغة دستور جديد ودائم للبلاد

وتكون مهمة الرئيس الانتقالى ادارة جميع شئون البلد كاملة حتى نهاية السنتين الفترة الانتقالية والتى تنتهى بانتخاب رئيس شرعى جديد ولا تبدأ بها

وتكون مهمة الجمعية الوطنية اعداد كل ما يلزم لما بعد الفترة الانتقالية فقط

على ان شرط ما سبق كله ان يتم التوافق بين الجميع قبل الانتخابات التشريعية القادمة والتى ستكون مفتاح مرشح المعارضة
وذلك حتى يتوفر الوقت لطرح وشرح البرنامج كامل للشعب قبل هذه الانتخابات والتى تسبق الانتخابات الرئاسية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من هنا فقط يبدأ الاعتراف بحق الشعب ورفع الوصاية المفروضة عليه
والتى بها سيتم ايقاظ واستدعاء الاغلبية الكاسحة للمرشح المتوافق عليه من المعارضة
تلك الاغلبية التى لن ينفع معها تزوير او غيره
ويصنع الشعب معركته ونضاله
ولا اعلم عن شعب انهزم امام نظام فاسد من قبل ان اراد المعركة

وتبقى الجهات الخارجية واصحاب المصالح فى المنطقة
وامامهم
الـــــــشــعب

هناك تعليق واحد:

  1. لا أظن ولا أتخيل نظام شريف ووطنى يحكم بعد مبارك بدون ان يحاسب جميع المتسببين فى الانحدار الكلى فى كل شئ اقتصاديا وسياسيا وعسكريا ونهضويا
    أنا أظن ان أول خطوة يفعلها هو الحساب ومش أى حساب حساب عسير لكل هؤلاء حتى لا تصبح سنه ينهبوا ويسرقوا وبعد كده خروج آمن ورمز البلد وكلام مفيش منه فايده

    ردحذف